دولي قبل 9 شهر
لندن – «- ووكالات ساد الترقب، أمس الأحد، بشأن احتمال تدخل دول غرب أفريقياً عسكرياً في النيجر قبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددتها لقادة الانقلاب، مع تحذيرات متزايدة في نيجيريا والجزائر من خطورة الإقدام على خطوة كهذه.
وكان قادة الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) فرضوا، الأحد الماضي، عقوبات قاسية على نيامي بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد بازوم، وأمهلوا العسكر أسبوعا لفكّ احتجازه وإعادته إلى منصبه تحت طائلة اللجوء إلى القوة.
ومع قرب انتهاء المهلة بنهاية اليوم، لم تصدر عن المجلس العسكري أي مؤشرات للتراجع عن انقلاب 26 تموز/يوليو الذي أثار قلق دول غربية تتقدمها القوة الاستعمارية السابقة فرنسا.
إلا أن التدخل الميداني لم يحسم بعد، أقله في العلن. فرغم أن قادة جيوش “إكواس” وضعوا، الجمعة، “تصوّراً عملانياً” لخطة “تدخل عسكري محتمل” بعد اجتماع ليومين في العاصمة النيجيرية أبوجا، إلا أن الانتقادات لهذه الخطوة المحتملة آخذة في التزايد.
وبرزت انتقادات في نيجيريا التي تتولى حالياً رئاسة “إكواس” وتعد من أبرز أركانها. وحضّ كبار السياسيين في نيجيريا الرئيس بولا تينوبو على إعادة النظر في التهديد بتدخل عسكري. ودعا مجلس الشيوخ النيجيري “رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية بصفته رئيسا للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) إلى تشجيع القادة الآخرين في المجموعة على تعزيز الخيارات السياسية والدبلوماسية”.
ونصح أعضاء في مجلس الشيوخ من ولايات في شمال نيجيريا التي تتشارك سبع منها حدودا مع النيجر، بعدم التدخل قبل استنفاد جميع الخيارات الأخرى.
ووفق دستور البلاد، لا يمكن للقوات النيجيرية المشاركة في عمليات خارج الحدود من دون مصادقة مجلس الشيوخ، باستثناء حالات “التهديد الداهم أو الخطر” على الأمن القومي. وكان تينوبو حضّ هذا الأسبوع على ايجاد “حلّ شامل وودّي للوضع في النيجر”.
كما حذّرت الجزائر من أي تدخل عسكري في جارتها الجنوبية الشرقية التي تتشارك معها حدودا بطول ألف كلم.
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقابلة تلفزيونية، “ما يحدث في النيجر تهديد مباشر للجزائر”. وشدد على أن “التدخل العسكري لا يحل أي مشكلة بل يؤزم الأمور. الجزائر لن تستعمل القوة مع جيرانها”، سائلا “ما هو الوضع اليوم في الدول التي شهدت تدخلا عسكريا؟”، في إشارة إلى دول عدة في المنطقة تتقدمها ليبيا وسوريا.
القدس العربي:»